فصل: تفسير الآيات (42- 51):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (63):

{وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63)}
{ولما جاء عيسى} إلى بني إسرائيل {بالبينات} بالآيات التي يعجز عنها المخلوقون {قال قد جئتكم بالحكمة} أَيْ: الإنجيل {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} أَيْ: كلَّه.

.تفسير الآيات (65- 67):

{فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66) الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)}
{فاختلف الأحزاب...} الآية مفسَّرةٌ في سورة مريم.
{هل ينظرون} أَيْ: يجب ألا ينتظروا بعد تكذيبك {إلاَّ} أن يَفْجَأَهُمْ قيام {السَّاعة}، ثمَّ ذكر أنَّ مخالَّتهم في الدُّنيا تبطل في ذلك اليوم، وتنقلب عداوة، فقال: {الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلاَّ المتقين} وهم المؤمنون.

.تفسير الآيات (70- 71):

{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)}
{تحبرون} تُكرمون وتسرُّون.
{يطاف عليهم بصحاف} بقصاع وأكوابٍ، وهي الأواني التي لا عُرى لها. {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين} أَيْ: تستلذًّ، وهذا وصفٌ لجميع ما في الجنَّة من الطَّيِّبات.

.تفسير الآية رقم (75):

{لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75)}
{لا يفتر عنهم} أَيْ: لا يخفَّف عنهم العذاب {وهم فيه مبلسون} ساكتون سكوت يأس.

.تفسير الآية رقم (77):

{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77)}
{ونادوا يا مالك ليقضِ علينا ربك} ليمتنا فنستريح {قال إنكم ماكثون} مُقيمون في العذاب.

.تفسير الآية رقم (79):

{أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)}
{أم أبرموا أمراً} أحكموا الأمر في المكر بمحمَّد عليه السَّلام {فإنا مبرمون} مُحكمون أمراً في مجازاتهم.

.تفسير الآية رقم (81):

{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)}
{قل إن كان للرحمن ولد...} الآية معناها: إنْ كنتم تزعمون أنَّ للرحمن ولداً فأنا أوَّل الموحِّدين؛ لأنَّ مَنْ عبد الله واعترف بأنَّه إلهه فقد دفع أن يكون له ولد. وقيل: {فأنا أول العابدين} الآنفين من هذا القول.

.تفسير الآية رقم (84):

{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)}
{وهو الذي في السماء إله} يُعبد {وفي الأرض إله} يُعبد، أيْ: هو المعبود فيهما {وهو الحكيم} في تدبير خلقه {العليم} بصلاحهم.

.تفسير الآية رقم (86):

{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)}
{ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة} أَيْ: الأوثان لا يشفعون لعابديها. {إلاَّ مَنْ شهد بالحق} يعني: عيسى وعزيراً والملائكة، فلهم الشَّفاعة في المؤمنين لا في الكفَّار، وهم يشهدون بالحقِّ بالوحدانيَّة لله {وهم يعلمون} حقيقة ما شهدوا به.

.تفسير الآيات (88- 89):

{وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}
{وقيله} أَيْ: ويسمع قول محمَّد عليه السَّلام شاكياًَ إلى ربِّه، وهو راجعٌ إلى قوله: {أنا لا نسمع سرَّهم ونجواهم}.
{فاصفح عنهم} أَيْ: أعرض عنهم، وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم {وقل سلام} أيْ: سلامةٌ لنا منكم {فسوف تعلمون} تهديدٌ لهم.

.سورة الدخان:

.تفسير الآيات (1- 5):

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}
{حم}.
{والكتاب المبين}.
{إنا أنزلناه} أَيْ: القرآن {في ليلة مباركة} قيل: هي ليلة القدر في رمضان، أنزل الله القرآن فيها من أمِّ الكتاب إلى سماء الدُّنيا، ثمَّ أنزله على نبيِّه عليه السَّلام نجوماَ. وقيل: ليلة النِّصف من شعبان {إنا كنا منذرين} مُحذِّرين عبادنا العقوبة بإنزال الكتاب.
{فيها يفرق} يُفصل {كلُّ أمر حكيم} مُحكمٍ من أرزاق العباد وآجالهم، وذلك أنَّه يُدبِّر في تلك الليلة أمر السَّنة.
{أمراً من عندنا} معناه: يُفْرق كلُّ أمرٍ حكيمٍ فرقاً من عندنا، فوضع الأمر موضع الفرق؛ لأنَّه أمرٌ. {إنا كنا مرسلين} محمَّداً إلى قومه.

.تفسير الآيات (6- 7):

{رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)}
{رحمةً} أَيْ: للرًّحمة، وقوله: {إن كنتم موقنين} أَيْ: إن أيقنتم بأنَّه ربُّ السَّموات والأرض، فأيقنوا أنَّ محمداً رسوله؛ لأنَّه أرسله.

.تفسير الآيات (9- 22):

{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آَتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22)}
{بل هم في شك} من البعث والنَّشر {يلعبون} مُشتغلين بالدُّنيا.
{فارتقب} فانتظر {يوم تأتي السماء بدخان مبين} وذلك حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه بالقحط، فمنع المطر، وأجدبت الأرض، وانجرَّت الآفاق، وصار بين السَّماء والأرض كالدُّخان.
{يغشى الناس} ذلك الدخان وهم يقولون {هذا عذاب أليم}.
{ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} مُصدِّقون بنبيِّك. قال الله تعالى: {أنى لهم الذكرى} من أين لهم التَّذكُّر والاتِّعاظ، {و} حالهم أنَّهم {قد جاءهم رسول مبين} يبيِّن لهم أحكام الدِّين. يعني: محمَّداً صلى الله عليه وسلم.
{ثمَّ تولوا} أعرضوا {عنه وقالوا معلَّم} أَيْ: إنَّه معلَّم يُعلِّمه ما يأتي به بشر.
{إنا كاشفو العذاب قليلاً} أَيْ: يكشف عنكم عذاب الجوع في الدُّنيا، ثمَّ تعودون في العذاب، وهو قوله: {إنكم عائدون}.
{يوم نبطش البطشة الكبرى} أَيْ: يوم القيامة. وقيل: يوم بدرٍ.
{ولقد فتنا} بلونا {قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم} على الله تعالى: يعني: موسى عليه السَّلام.
{أن أدوا إليَّ عباد الله} أَيْ: سلِّموهم إليَّ ولا تُعذِّبوهم، يعني: بني إسرائيل، كما قال: {فأرسل معي بني إسرائيل} {إني لكم رسول أمين} على وحي الله عزَّ وجلَّ.
{وأن لا تعلوا على الله} لا تعصوه ولا تخالفوا أمره {إني آتيكم بسلطان مبين} بحجَّةٍ واضحةٍ تدلُّ على أنَّني نبيٌّ.
{وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} أَن تقتلون، وذلك أنَّهم توعَّدوه بالقتل.
{وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} أَيْ: لا تكونوا عليَّ ولا لي، وخلُّوا عني.
{فدعا ربَّه أنَّ} أَيْ: بأنَّ {هؤلاء} أَيْ: يا ربِّ هؤلاء {قوم مجرمون} مُشركون.

.تفسير الآيات (23- 25):

{فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)}
{فأسرِ بعبادي} بني إسرائيل {ليلاً إنكم متبعون} يتَّبعكم فرعون وقومه.
{واترك البحر رهواً} خلِّفه وراءك ساكناً غير مضطربٍ، وذلك أنّ الماء وقف له كالطود العظيم حين جاوز البحر {إنهم جندٌ مغرقون} نغرقهم في ذلك البحر الذي تجاوزوه رهواً.
{كم تركوا} بعد هلاكهم {من جنات وعُيُون...} الآية، مُفسَّرةٌ في سورة الشُّعراء.

.تفسير الآيات (28- 41):

{كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}
{كذلك} أَيْ: الأمر كما وصفنا {وأورثناها} أعطيناها {قوماً آخرين} يعني: بني إسرائيل.
{فما بكت عليهم السماء والأرض} لأنَّهم ماتوا كفَّاراً، والمؤمن يبكي عليه مصعد عمله، ومُصلاَّه من الأرض. {وما كانوا منظرين} مؤخَّرين حين أخذناهم بالعذاب.
{ولقد نجينا بني إسرائيل} بإهلاك فرعون وقومه {من العذاب المهين} يعني: قتل الأبناء واستخدام النِّساء.
{من فرعون إنه كان عالياً} مستكبراً مُتعظِّماً {من المسرفين} الكافرين المُتجاوزين حدِّهم.
{ولقد اخترناهم} بني إسرائيل {على علمٍ} منَّا بهم {على العالمين} عالمي زمانهم.
{وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين} نعمةٌ ظاهرةٌ من فلق البحر، وإنزال المنِّ والسَّلوى.
{إنَّ هؤلاء} أَيْ: مشركي مكَّة {ليقولون إن هي إلاَّ موتتنا الأولى} أَيْ: ليس إلاَّ الموت ولا نشر بعده، وهو قوله: {وما نحن بمنشرين}.
{فأتوا بآبائنا} الذين ماتوا {إن كنتم صادقين} أنَّا نُبعث بعد الموت.
{أهم خير} أَيْ: أقوى وأشدُّ {أم قوم تبع} الحِميريِّ {والذين من قبلهم} من الكفَّار {أهلكناهم}.
{وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين} ونحن نلعب في خلقهما، أَيْ: إنَّما خلقناهما لأمرٍ عظيم، وهو قوله: {ما خلقناهما إلاَّ بالحق} أَيْ: لإقامة الحقِّ وإظهاره من توحيد الله وإلزام طاعته.
{إنَّ يوم الفصل} وهو يوم القيامة، يفصل الله تعالى فيه بين العباد {ميقاتهم} الذي وقَّتنا لعذابهم {أجمعين}.
{يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً} قريبٌ عن قريبٍ {ولا هم ينصرون} يُمنعون من عذاب الله.

.تفسير الآيات (42- 51):

{إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)}
{إلاَّ من رحم} لكن مَنْ رحم الله فإنَّه يُنصر.
{إنَّ شجرة الزَّقوم}.
{طعام الأثيم} أَيْ: صاحب الإثم، وهو أبو جهل.
{كالمهل} أَيْ: كالذَّائب من الفضَّة والنُّحاس في الحرارة. {يَغلي في البطون} في بطون آكليه.
{كغلي الحميم} وهو الماء الحارُّ.
{خذوه} يعني: الأثيم {فاعتلوه} سوقوه سوقاً بالعنف {إلى سواء الجحيم} وسط الجحيم.
{ثمَّ صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم} كما قال: {يصبُّ من فوقِ رؤوسهم الحميم} ويقال له: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} بزعمك وعلى قولك، وذلك أنَّه قال: ما بين جبليها أعزُّ ولا أكرم مني.
{إنَّ هذا} الذي ترون من العذاب {ما كنتم به تمترون} فيه تشكُّون.
{إنَّ المتقين في مقام أمين} أمنوا فيه من الغير.

.تفسير الآيات (53- 56):

{يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)}
{يلبسون من سندس} وهو ما رقَّ من الثّياب {وإستبرق} وهو ما غلظ منه {متقابلين} مُتواجيهن.
{كذلك} كما وصفنا {وزوجناهم بحور} وهنَّ النِّساء النَّقيات البياض {عين} واسعة الأعين.
{يدعون فيها بكلِّ فاكهة آمنين} من الموت.
{لا يذوقون فيها الموت إلاَّ} سوى {الموتة الأولى} الموتة التي ذاقوها في الدُّنيا.